المصابون بعمى الألوان (أو فقدان رؤية الألوان) Color vision deficiency (color blindeness) يجدون صعوبةً في تحديد بعض الألوان والتمييز بينها. ومن النادر جداً حدوثُ عمى الألوان التام total colour blindness (عدم رؤية أيّ لون).

ينتقل عمى الألوان إلى الطفل من والديه (بالوراثة) عادةً، ويظهر منذ الولادة، مع أنَّه قد يتأخَّر إلى وقتٍ لاحق من الحياة.

يكون معظمُ الناس قادرين على التكيُّف مع عمى الألوان، ويندر أن يكونَ ذلك علامةً على شيء آخر أكثر خطورةً.

أنواع عمى الألوان وأعراضُه

يجد معظمُ المصابين بعمى الألوان صعوبةً في التمييز بين ظلال الأحمر والأصفر والأخضر. وهذا ما يُدعى عمى اللونين الأحمر والأخضر red-green colour vision deficiency. وهو مشكلةٌ شائعة تصيب نحو واحد من كلِّ 12 رجلاً وواحدة من بين كلِّ 200 امرأة.

في عمى اللونين الأحمر والأخضر، قد يبدي المصاب ما يلي:

* صعوبةً في التمييز بين اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر والبنِّي والأخضر.

* رؤية هذه الألوان باهتةً أكثر ممَّا تظهر عندَ الشخص السليم.

* صعوبةً في التمييز بين ظلال اللون الأرجواني.

* خلطاً بين الأحمر والأسود.

في حالاتٍ نادرة، يجد بعضُ الناس صعوبةً في تمييز اللون الأزرق والأخضر والأصفر، وهذا ما يُدعى عمى اللونين الأزرق والأصفر blue-yellow colour vision deficiency

أسباب عمى الألوان

في أغلبية الحالات، ينجم عمى الألوان عن خطأ وراثيّ انتقل إلى الطفل من خلال والديه.

ويحدث ذلك لأنَّ بعضَ الخلايا الحسَّاسة للون في العينين، وتُدعى المخاريط cones، تكون مفقودةً أو لا تعمل بشكلٍ صحيح.

في حالاتٍ نادرة، يمكن أن يحدثَ عمى الألوان في مرحلةٍ لاحقة من الحياة نتيجةً لما يلي:

* حالة صحِّية كامنة، مثل السكَّري والزَّرَق (ارتفاع ضغط العين) والتنكُّس البقعي المرتبط بالعمر والتصلُّب المتعدِّد.

* كتأثير جانبيّ لأحد الأدوية، بما في ذلك ديجوكسين وإيثامبوتول وكلوروكين وهيدروكسي كلوروكين وفينيتوين وسِلدينافيل.

* التعرُّض لموادّ كيمائيَّة ضارَّة، مثل ثنائي سلفيد الكريون carbon disulphide و الستيرين styrene.

وهناك العديدُ من الناس الذين يجدون صعوبةً في التمييز بين الألوان مع تقدُّم العمر؛ وهذا امرٌ طبيعيّ كجزء من الشيخوخة.

كيف يُورَّث عمى الألوان؟

ينتقل الخطأُ الوراثيّ الذي يؤدِّي إلى عمى الألوان عادةً من خلال ما يُعرَف بنموذج الوراثة المرتبط بالصبغي إكس (المرتبط بالجنس) X-linked inheritance pattern. وهذا يعني:

* أنَّه يصيب الأولادَ بشكلٍ رئيسيّ، لكن يمكن أن يصيبَ الفتيات في بعض الحالات.

* أنَّ البنات هنَّ حَمَلةٌ للخطأ الوراثي عادةً، ممَّا يشير إلى أنَّهن قد ينقلنَه إلى أطفالهنَّ، من دون أن يُكنَّ مصاباتٍ به.

* أنَّه ينتقل من الأمِّ إلى ولدها عادةً، مع أنَّها غيرُ مصابةٍ به غالباً، لأنَّ تحمل الخطأ الجيني فقط.

* أنَّ الآباء المصابين بعمى الألوان لا يكون لديهنَّ أطفالٌ مصابون بهذه المشكلة، ما لم تكن الأمّ حاملةً للخطأ الجيني.

* أنَّه يمكن أن يتخطَّى جيلاً من الأطفال في أغلب الأحيان، فقد يصيب الجدَّ والحفيد على سبيل المثال.

* أنَّ البنات لا يُصبنَ إلاَّ إذا كان آباؤهنَّ مصابين بعمى الألوان، والأمُّ حاملةً للخطأ الجيني.

اختبارات عمى الألوان

لابدَّ من مراجعة الطبيب لإجراء اختبارٍ لرؤية الألوان عندَ الاشتباه بعمى الألوان، لاسيَّما إذا بدأ فجأةً أو زاد سوءاً.

يُلجأ إلى اختبارين رئيسيَّين لتشخيص عمى الألوان، هما:

* اختبار إيشيهارا Ishihara test، حيث يُطلَب من المريض تحديد أرقام موجودة في صور مكوَّنة من نقاط ملوَّنة مختلفة.

* ترتيب الألوان colour arrangement، حيث يُطلَب من المريض أن يرتِّبَ أشياء ملوَّنة حسب ترتيب ظلالها المختلفة.

هناك عددٌ من الاختبارات على النِّت باستعمال طرائق مُماثلة يمكن أن تساعدَ على كشف المشكلةِ المحتملة، ولكن من الأفضل إجراء اختبار مناسب عندَ الطبيب أو اختصاصيّ البصريَّات إذا كان الشخصُ قلِقاً حولَ رؤية الألوان لديه.

بعض المسائل المهمَّة للمصابين بعمى الألوان

ليس هناك ما يدعو إلى القلق بالنسبة إلى عمى الألوان عادةً؛ فمعظمُ الناس يعتادون عليه بمرور الوقت، وهو لا يتفاقم، ويندر أن يدلَّ على أمرٍ خطير.

ولكن، يمكن أن يؤدِّي في بعض الأحيان إلى بعض المشاكل:

* صعوبة في المدرسة إذا كانت الألوانُ تُستعمَل في المساعدة على التعليم.

* مشاكل في الطعام، مثل مدى نضج الفواكه أو اللحم المطبوخ.

* التباس في الحصول على الأدوية إذا لم تكن عليها لصاقاتٌ واضحة.

* صعوبة في تحديد تحذيرات أو علامات السلامة.

* بعض النقص في خيارات العمل والتوظيف، مثل الطيَّارين وسائقي القطارات والكهربائيين والمراقبين الجويِّين، حيث تتطلَّب هذه المهنُ تمييزاً دقيقاً للألوان.

ولكن، بشكلٍ عام، لا يجد المصابون بعمى الألوان صعوباتٍ كبيرة، حيث يمكنهم القيام بمعظم الأنشطة الاعتياديَّة، بما في ذلك القيادة.

معالجةُ عمى الألوان والتعايشُ معه

ليس هناك شفاءٌ من عمى الألوان الوراثيّ، مع أنَّ معظمَ الناس يكونون قادرين على التكيُّف معه بمرور الوقت. ويمكن أن يكونَ ذلك كما يلي:

* إخبار المدرسة إذا كان لدى الطفل مشاكلُ في رؤية الألوان، وبذلك يمكن استعمالُ موادّ تعليميَّة للمساعدة على التكيُّف.

* طلب المساعدة من الأصدقاء أو العائلة؛ فمثلاً، يمكنهم المساعدة على اختيار الثياب المناسبة والتأكُّد من سلامة الطعام.

* تركيب أضواء عالية الجودة في المنزل للمساعدة على تمييز الألوان.

* الاستفادة من التكنولوجيا، حيث غالباً ما يكون للحواسيب والأجهزة الإلكترونية الأخرى إعداداتٌ يمكن تغييرُها لتسهيل استعمالها؛ وهناك عددٌ من تطبيقات الهواتف الجوَّالة التي قد تساعد على كشف الألوان.

* تجريب عدسات ملوَّنة خاصَّة؛ حيث تُوضَع في عينٍ واحدة أو في العينين للمساعدة على التمييز بين بعض الألوان، مع أنَّه لا يستفيد منها إلاَّ بعضُ الأفراد.

إذا كان عمى الألوان ناجماً عن حالةٍ كامنة أو دواء ما، يمكن أن تتحسَّنَ الأعراضُ بمعالجة السبب أو باستعمال دواء آخر.

المصدر: موسوعة الملك عبد الله للمحتوى الصحي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 474 مشاهدة
نشرت فى 29 مارس 2017 بواسطة se7tna

صحتنا

se7tna
بوابة تهتم بالصحة وكيفية المحافظة عليها .. وأهم الأمراض وكيفية الوقاية منها »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

752,905